لمحة عن تطور اللغة الإيطالية

لمحة عن تطور اللغة الإيطالية

إذا أردت أن تقرأ نصاً باللغة العربية يرجع تاريخه إلى مئة أو ألف سنة، فإنك قد تجد صعوبة في فهم بعض الكلمات، لكنك ستكون قادراً على فهم النص بشكل عام ومعرفة المغزى منه. لكن لا يمكن لشخص إيطالي قراءة نص يعود تاريخه إلى فترة زمنية قديمة ولا فهم أي كلمة منه، حيث تطورت اللغة الإيطالية بشكل كبير ومبالغ فيه منذ انشقاقها وتفرعها من اللغة اللاتينية إلى يومنا هذا.
فأصبحت أغلب النصوص والقوائم المكتوبة باللغة الإيطالية القديمة لا تصلح للإيطاليين المستحدثين،

نشأة اللغة الإيطالية:

نشأت اللغة الإيطالية من تطور جذور اللغة اللاتينية المنطوقة من قبل الشعب اللاتيني وليس من اللاتينية المستخدمة من قبل الكتّاب والتي تشهدها الأعمال الأدبية الكلاسيكية.
فكانت اللغة اللاتينية هي اللغة التي يتحدث بها شعب صغير من الفلاحين والرعاة والمحاربين، قرابة عام 1200 قبل الميلاد. واستقرت اللاتينية عند مصب نهر التيبر بمساعدة الشعب اللاتيني الذي استطاع تأسيس مدينة روما.
وبين القرن الخامس والثالث قبل الميلاد، استطاع هذا الشعب اللاتيني السيطرة على جزء كبير من شمال أوروبا وأفريقيا وشعوب البحر الأبيض المتوسط.

اللغة الإيطالية في ثوبها الجديد:

بعد عدة سنوات، سميت هذه اللغات “Neolatine” أي “اللغات اللاتينية الجديدة” أو “اللغات الرومانسية”، فيما يعني أن هذه اللغات ذات أصل لاتيني روماني.
وكما هو الحال في دول أوروبا، تولدت لهجة جديدة في إيطاليا سميت ” Italiano Volgare” أي يعني ” اللغة الشعبية أو اللغة المستخدمة بشكل شائع” في إيطاليا.
وبعد نشأة تلك اللهجة، أصبحت اللغة اللاتينية الأصلية لغة لا تفهم كتاباتها إلا من قبل بعض العلماء.
وخلال القرن الرابع عشر، بدأت لهجة مدينة “توسكانا” بالظهور، نتيجة لمركز مدينة “توسكانا” وخاصة “فلورنسا” التي أصبحت واحدة من أهم وأغنى المدن في إيطاليا بفضل الأنشطة التجارية والمالية ومكانتها الاقتصادية في هذا الوقت.
وللأسف، من بين الكثير من اللهجات التي ظهرت في إيطاليا، كانت لهجة
“فولجار توسكانا” هي الأقل تأثرًا باللغة اللاتينية الكلاسيكية القديمة فيما يخص علم الصوتيات والأدب وبناء اللغة.


وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، فرضت اللغة الإيطالية نفسها بشكل حاسم على حساب اللهجات الأخرى.

واليوم تعتبر اللغة الإيطالية هي لغة ديناميكية في تطور مستمر وثابت من ناحية النطق، المعجم، القواعد النحوية (اللغة الإيطالية اليوم أقل تقيدًا بقواعد الماضي).
وفي الواقع من وجهة نظر معجمية أن الإيطالي ساعد في السنوات الأخيرة على قيام ثورة حقيقية.
ثورة استطاعت تطوير اللغة الإيطالية بشكل كبير وتأثرها باللغات الأجنبية كنوع من التمدن والحضارة، كتأثرها باللغة الإنجليزية والفرنسية وغيرها، كذلك مالت اللغة إلى استخدام الاختصارات اللغوية في التعامل اليومي بين الأفراد.
كل تلك العوامل بجانب المراحل المتعدد التي مرت بها اللغة الإيطالية حتى وصلت إلى اللغة الإيطالية المعروفة حاليًا، أدت إلى تأثر الكثير من الشعب وعدم قدرتهم على فهم النصوص القديمة المكتوبة باللغة الأصلية.

arageek.com

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة